ملهمتي
ذوبني لون القهوة في عينيك ....ونفاني الي أبعد حدود القدر....كنت أنت الملاذ والسكن فما بالك اليوم بلا سكن كتب كلماته
ولم يستطع أن يكملها,أخذته أحاسيس باردة وأحاسيس كالنار..كالجمر فألقي قلمه بعيدا وبعثر الأوراق صارخا آه آه وبكي
بحرقة ثم قال محدثا نفسه أكاتب مثلي ترفض الكلمات صحبته ويعجز عن فهمها ؟!
أخذ معطفه الجلدي الأسودوقبعته ,فتح باب بيته بعنف وخرج ..الرياح تلقفه وتلقيه من منعطف الي آخر حتي وجد نفسه أمام
الكافتيريا التي تعود أن يراها فيها ,جلس في المكان المعتاد فأخذ يتحسس ويتلمس الطاولة ....ما بالها قاسية عنيفة صماء لا تفهمه ؟! فاق من غفلته علي صوت النادل قائلا كالعادة فنجان قهوة سادة هز رأسه فما هي الا لحظات حتي جاء النادل بالقهوة ووضعها ثم ذهب ,أشعل سيجارته وأخذ يرتشف قهوته بهدوء وسكون حل المكان ,كانت القبعة قد نصفت وجهه والنصف الآخر غطاه دخان سيجارته المتطاير . كان يتوقع أن يراها تدخل بخطواتهاالبطيئة ونظرتها البريئة لتجلس قريبا منه ...لكن عبثا ...تأخر الوقت ولم تأت لتبادله مشاعره وتساعده علي اكمال روايته ,أترضي بنت السلطان بكاتب رواية لا يملك سوي ورقة وأقلامه .وماله سوي الحب زاد لها وفؤاده ان طلبت أعطاها .خرج من الكافتيريا يتأمل الشارع والسماء ماطرة لا تهدأ كفؤاده الذي لا يهدأ ولا يكل فعرف أن مصيره كمصير الشتاء فمشي طويلا حتي وجد نفسه أمام بيتهاواقفا بجوار شجرتها التي بللتها دموع الشتاءرافعة يديها داعية ربها بحلول الربيع فأخذ هو الآخر يرفع يديه يدعو ربه حلول الربيع .عاد الي بيته يرتجف بردا لكنه لم ييأس أخذ القلم وكتب ,أعلنت الآن حبي وعذابي ودون جروحاتي أنا لن أحبك ,أعلنت الآن حبي وعذابي ودون شتاءك لن أحبك ....كوني قريبة أحبك....وكوني بعيدة أحبك أكثر ....أنا كلما أحببتك ...أحببتك أكثر
وطوي صفحاته ليخلد الي النوم ويراها أمامه تودع معه نهارا آخر ويسافر أول الليل ..هي لحظة تأتي وتختفي مسافرة مع ضحكة القمر وابتسامة الزهر ...لتعود الي مخيلته غدا في نفس الموعد ..ان غابت ...غابت عنه الكلمات وان حضرت..استحضر كلماته وأشواقه وكتب ما لم يقرأ بشر...........